لم أحب أن تعتقد نهى أنني كاذب، فقررت البحث عن موضوع الغدتين بالفعل ولكن لاحقًا، أو ربما لن أفعل. لن أفعل ما دامتا تعملان!
في الصباح وقفت أمام الثلاجة متحيرًا، وفي المساء خرجت مجددًا لأحضر المزيد من الطعام أملؤها به. أنا جائع. هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تشغل تفكيري. البعض ينشغلون بالتفكير في قضايا وجدانية وفي مصير الأموات ونشأة الخلق، ولكني فقط أتسمَّر أمام الثلاجة لا أقوى على الاختيار. اتصلت بي نهى فبحثت عن شيء عشوائي أقوله لها؛ أخبرتها أنني أصبحت مهتمًا بالغدتين الواقعتين على جانبي رقبتي، آملاً أن يشغلها هذا عني قليلاً. كانت تسألني عن أحوالي وإلى آخر تلك الأمور، وكان ذلك يضايقني. تسألني في قلق مضطرب إن ما زلت أشعر بالضعف الجسماني، كأن حياة الكوكب تعتمد على ذلك،
تقول “أخشى أنك مصاب بأعراض مقاومة الأنسولين، لا يصح أن يغمى عليك هكذا! هل تضع خل التفاح الذي أعطيته لك على السلطة؟” نهى ليست طبيبة، ولكنها منشغلة بالبحث في الكثير من العلوم التافهة، أراها تتجول في ممرات السوبر ماركت والبريق الحماسي في عينيها تبحث عن كل ما هو خال من الجلوتين. أخبرتها في الهاتف أنه ليس لدي وقت لإعداد أي سلطات، لأنني منشغل جدًا بإعداد بحث عن هاتين الغدتين، وأنني سأتصل بها فور أن أنتهي. أغلقتُ الخط وتحسستُ رقبتي ثم قررتُ أن أختار شيئا آكله. لم أستطع. لم أحب أن تعتقد نهى أنني كاذب، فقررت البحث عن موضوع
الغدتين بالفعل ولكن لاحقًا، أو ربما لن أفعل. لن أفعل ما دامتا تعملان. سأتوقف عما أفعله في حياتي وسأعد بحثًا رائعًا عن الغدتين ولكن في حال توقفتا عن عملهما. لا أعلم عملهما، لذا لن أعلم متى تتوقفان عن أدائه، ولذلك لا يقوم المرء بأبحاث. صلاح يبيت عندي، والطريف في صلاح أنه يشبه محمد صلاح إلى حد ما، وأحيانًا..
فقط أحيانًا، ليس وكأنه يفعل ذلك طوال الوقت، يخبرني عن الموت. صلاح يحب الاستلقاء والتحديق في الخيالات في سقف الحجرة، هناك عالم كامل من البهجة يقطع بجناحيه الفضاء في مخيلته، عيناه دومًا تلاحقان صورًا يراها وحده، ولكن حينما يصبح جادًا يخبرني