كان فوز عبد الرزاق قرنة/جرنة/قرنح بنوبل للآداب مفاجأة فجرتها الجائزة، وفتحت بابًا دورًا من أسئلة موسمية!
ذات يوم، قبل زمان بعيد من بدء المشكلات، هرب دون أن يخبر أحدًا بشيء، ولم يعد. وذات يوم آخر، وبعد 43 عامًا، انهار أمام باب منزله في بلدة إنجليزية صغيرة. في آخر ذاك النهار، كان عائدًا إلى المنزل من العمل. أهمل كل شيء لفترة طويلة، ولا يوجد هناك من يوجه إليه اللوم إلا نفسه. شعر بأن الانهيار يقترب، لا بخوف من الهلاك طالما تغافل عنه، بل بسبب الشعور بأن شيئًا ما ثقيلاً وراسخًا يثقله. لم تكن ضربة من العدم، بل كأن وحشًا قد أدار رأسه ببطء نحوه، وتعرف إليه، ثم مد يديه ليخنقه. كانت أفكاره واضحة للغاية بعد أن استنزف الضعف جسده،
غلاف رواية الهدية الأخيرة
اعتقد بوضوح وطريقة عبثية، أن هذا يجب أن يكون شعورًا بالجوع، أو بالتجمد حتى الموت، أو كأن صخرة تسحق أنفاسك. جعلته المقارنة يتوتر رغم قلقه: أترى ما يمكن أن يسببه التعب؟ عندما غادر عمله كان يشعر بالإرهاق، هذا النوع من الإرهاق الذي يحل به أحيانًا لسبب غير مفهوم في نهاية اليوم، في السنوات الأخيرة أكثر من ذي قبل، مما جعله يتمنى أن يتمكن من الجلوس وعدم القيام بأي شيء حتى يخف الإرهاق. أو حتى تأتي ذراعان قويتان لتلتقطانه وتأخذانه إلى المنزل. تقدم في السن الآن، وهذه الرغبة مجرد ذكرى، كأنه كان يتذكر فعلاً أنه يوجد