هذا الفنان، بقبعته الشهيرة، اللباد، وصديرية الصيادين والذي يبدو كأحد أبطال أفلام الويسترن، تجاوز كل المفاهيم الفنية السابقة عليه!
يحتفل العديد من المتاحف والمؤسسات الفنية في كل أنحاء ألمانيا هذا الشهر وطوال الصيف، بالذكرى المئوية لميلاد واحدٍ من أكثر الفنانين راديكاليةً وتأثيرًا في مسار الفن المعاصر وأكثرهم كاريزمية وإثارة للجدل في النصف الثاني من القرن العشرين؛ يوزف بويز.
الفنان الذي أراد أن يغير الحياة بالفن، والذي محا في عمله الحدود بين الفن وبين الحياة، حيث كل شيء، في نظره، يمكن أن يكون فنًا، حتى إن “تقشير حبة بطاطس يمكن أن يصبح عملاً فنيًا“، وأن “كل إنسان فنان، إذ تكمن داخل كل إنسان طاقة خلاقة عليه أن يعمل لبلورتها، لتصير عنصرًا فنيًّا في
في الـ “النحت الاجتماعي“، الذي هو جسد المجتمع الكبير.
هذا الفنان، بقبعته الشهيرة، اللباد، وصديرية الصيادين الذي يبدو كأحد أبطال أفلام الويسترن، تجاوز كل المفاهيم الفنية السابقة عليه، فخرج من الدائرة المألوفة لفكرة الفنان، إلى دوائر أخرى ودور أكبر، رأى فيه محبوه ومريدوه نبيًا أو شامانا، وبعضهم رأى فيه فيلسوفًا، بينما رأى معارضوه فيه دجالاً ومجنونًا، بل أحمق ومعلمًا للفن غبيا. الآن وبعد مرور أكثر من ستين عامًا على الصخب الفني والفكري الذي ملأ به بويز الواقع من حوله، منذ مطلع الستينيات وحتى موته في 1986،