قصة مقتل الصحفي سليم اللوزي مرعبة، وقصة تخلص الضباط الأحرار من كبيرهم محمد نجيب بوضعه في الإقامة الجبرية مرعبة، وهذا حوار بين الرجلين!
بعد كل هذه السنوات يبدو الأمر دمويًّا وأكثر قسوة؛ حين وجد راعي غنم في أحراش عرمون في جبل لبنان جثة ملقاة بهندام رجل لا يخفى كونه من كبار البلد. لم يقل أحد من رواة الواقعة هل كان الراعي يعرف اسم وشخصية سليم اللوزي أشهر صحفي لبناني في تلك السنوات الساخنة بين سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي؛ الذي شغل الدنيا كلها بعد اختفاء ثمانية أيام، هل كان الراعي يبلغ في اليوم التاسع عن وجود ميت في طريقه اليومي يخشى أن ينهشه الذئاب؟ كان الجميع يعلم من خطف الصحفي الأشهر في العالم العربي، لكنها معلومات تقال في الجلسات
غلاف مجلة الحوادث التي ضمت حوار محمد نجيب وسليم اللوزي!
الخاصة و على ألسنة من يربطون بين تحول لبنان إلى ”مستعمرة سورية” وبين الرغبة في صمت الجميع حتى المؤيدين للعروبة ولنظام حافظ نفسه؟ هذا المزيج بين المعرفة والصمت طال الراعي نفسه، فقد وُجد، هو أيضًا، وبعد أقل من 10 أيام مقتولاً، ومن بعده صبي شاهد لحظة العثور على جثمان الرجل الأنيق!
الرواية مرعبة، ولا تزال حتى الآن، بعد 42 سنة كاملين.. حفلة قتل تحمل ماركة مسجلة بإسم حزب البعث تاريخ القمع العربي. قائد فرقة القتل سأل الصحفي سليم اللوزي في بداية حفل التعذيب: بأي يد كنت تكتب مقالات تهاجم سيدك؟