أهمية شعبية وحيد حامد أنها تضم شرائح قادرة على التعبير عن نفسها والدفاع عن انحيازاتها من إعلاميين ومثقفين وفنانين ومدرسين إلى باقي فئات الطبقة الوسطى!
لا جديد في القول بأن وحيد حامد هو أشهر من كتب السيناريو في مصر وأكثرهم شعبية بين السينمائيين والمثقفين والناس العاديين، وقد أكد تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير هذه الحقيقة، فقد كان هناك شبه إجماع على أحقيته بالتكريم، وفي حفل الافتتاح نال القدر الأكبر من التصفيق وقوفًا، ولم تخل وسيلة إعلامية كتابية أو إذاعية أو مصورة من إشادة بهذا التكريم.
أما وفاته فقد أثبتت أن هذه العبارات أقل من مكانة وحيد حامد الحقيقية في قلوب الناس، وحتى الهجوم الذي شنته عليه أصوات كثيرة تنتمي إلى التيار
الديني الرجعي لم يكن سوى برهان آخر على قوة تأثير الرجل على أعدائه.
مع ذلك يبقى ما سبق تعميمًا أو “كلامًا عامًا” لم يُختبر باستطلاع شعبي أو دراسة في أعمال وحيد حامد أو في آراء المشاهدين لأفلامه أو الكتابات عنه وعن أفلامه.
مبدئيًّا أعتقد أن شعبية الرجل الأساسية هي بين صفوف المتعلمين من أبناء الطبقة الوسطى خاصة ذوي الميول الليبرالية واليسارية والمتفتحة عمومًا، بينما تتقلص هذه الشعبية كلما ابتعدنا عن المركز؛ تجاه الإسلاميين وأصحاب الثروة والسلطة الذين طالما انتقدهم في أعماله.
وأهمية هذه المساحة من شعبية وحيد حامد أنها تضم الشرائح القادرة على التعبير عن نفسها والدفاع عن انحيازاتها وذوقها من إعلاميين ومثقفين وفنانين ومدرسين وموظفين إلى باقي فئات الطبقة الوسطى التي طالما دافع عنهم وتبنى قضاياهم وهمومهم.
على أية حال يحتاج هذا الرأي –كما ذكرت- إلى مسح دقيق أو استطلاع يدعمه، ولكن بغض النظر عن مدى صحته، فالمقال الآتي هو محاولة لفهم طبيعة وأسباب شعبية وحيد حامد عند الجماهير، وهي شعبية غير مسبوقة لم يصل إليها من قبل أي كاتب سيناريو عربي.