بين لقب السندريلا ورواية مأخوذة عن حياتها المعقدة الثرية عاشت سعاد حسني حكاية خيالية وكأنها أضاعت حذاءها في الحفلة ولم تجده حتى اللحظة الأخيرة!
لا أعرف على وجه الدقة من الذي أطلق على سعاد حسني لقب (السندريلا). لكنه كان غالبًا أحد وسائل ترويض متعددة فشلت كلها مع مشهد النهاية المأساوي. لم تكن سعاد حسني في حرب مع الوقت كما رسمت حكايات الطفولة، سندريلا، اليتيمة التي تتعرض لظلم من زوجة الأب وبناتها.
ومنحها الساحر مهلة لتخرج من الحصار وتذهب إلى حفلة الأمير لتثير اعجابه، لكن الوقت داهم الفتاة وغادرت الحفل بسرعة أضاعت منها فردة حذاء، كانت العلامة التي أوصلت الأمير إلى محبوبته لتكتمل القصة بالعودة إلى القصر. سعاد حسني مؤرقة لأن قصتها لم تكن العودة إلى القصر
والفوز بالجائرة، وصراعها مع الوقت لم يكن البحث عن اكتمال القصة بل عن امتدادها، عن القطرة الهاربة في كأس النشوة، وكيف تلاحقها في زمن قبل اختراع طرق قياسه العلمية…
وقبل قوانين الجاذبية الاجتماعية التي تثير الإعجاب والاطمئنان مع كل قيد يضعه الإنسان على روحه ورغباته. سندريلا تطمئن القلقين على وجود ساعة حظ ينتصر فيها الخير، وتلتئم فيها قصة العاشقين ومعهما القصر والكوخ البسيط. الأمير واليتيمة المعذبة. الثراء والفقر. السلطة والشعب. في انسجام أبدي يحزن فيه الأشرار ويتناسل الخير عبر “الرفاة والبنين”، ويعود الكون إلى دورانه الطبيعي بعد
قليل من الدراما.
تباع هذه القصص في أسواق مخصصة لعلاج الغضب، وتعد المستهلكين بأن يكون مقاس الحذاء شرط الخلاص والسعادة، يجعلنا ننام في اطمئنان لا نعرف فيه ماذا نفعل وكل أطراف القصة يعيشون في داخلنا. الطيب والشرير.. الجميلة والأمير.. والقاتل والضحية.. وأن كل هذه المسميات مثل مقاييس الوقت اختراع بشري للسيطرة. وليست تذاكر للفردوس يحصل عليها من يتوافق مقاس قدميه مع الحذاء. عندما تكتب قصة سعاد من البداية ربما يكون المشهد هو وقوفها حافية أمام حوض مطبخ منزلى على سطح بيت بجوار جامع الكيخيا، تغسل الأطباق