في بعض الصباحات تكون بعض الأشياء منقذة للحياة عن غيرها. كسيجارتي الأولى هذه، بعد انقطاع ثلاثة شهور، أو ثلاثة أسابيع!
الطريقة المتقبلة التي يقابلني بها البائعون في محلات السجائر لطالما أثارت مفاجأة صغيرة ينتبه إليها عقلي. لطالما أحببتُ محلات السجائر، ربما لأنهم يعفونني من النقد، يقدمون مقترحات جديدة، وأحيانًا بعض الهدايا الصغيرة، فقط لأنني فتاة صاحبة مزاج. يقولون “جربي هذه، والمرة القادمة ستأتين لتطلبيها خصيصًا“..
كانت ليلة طويلة وفي الطريق القصير للافتة المضيئة نادى شاب بجملة فحواها أن الشوارع ليست لي الآن. ولكن ليس الشاب الذي في محل السجائر.
كان المحل لي تمامًا، تحت اللافتة التي تحوي غالبا كلمة “smoking” أو “smoke”، على واجهتها تجعلها شيئًا مختلفًا.
إنها شىء آخر عن الأكشاك عن الرصيف، أو السوبرماركت، أو هكذا أظن.
بذلك. يمقتون أكثر، ربما الكلمة شديدة كوني أريد نوعًا محددًا، وكوني فتاة بهذا التحديد فيما تدخنه.
لذا لا يقدمون أبدًا البديل إن كان ما أريده ليس متوفرًا ـ هذه كتف غير مبالية، وأحيانًا يجيب أحدهم بتنظيف فتحة أنفه بأصابعه.
وأستغل الأمر لاستعارة سيجارة من أحد رواد الكافيه المبكرين وتكوين صداقة، أو تعارف. غالبًا نتحدث عن السجائر، أقول: لا أدخن عادة هذا النوع، ولكني سأقبل أي شيء بما أني نسيتُ سجائري.
أحيانًا أكون وحدي في الكافيه،
الأكشاك مغلقة ومحلات السجائر بلافتتها المضيئة بعيدة. في بعض الصباحات تكون بعض الأشياء منقذة للحياة عن غيرها. كسيجارتي الأولى هذه، بعد انقطاع ثلاثة شهور، أو ثلاثة أسابيع.
ليس العد مهمًا، فلم آخذ قرارًا بالانقطاع عن التدخين، فقط انشغلت
بأسلوب حياة يوقظني من الفجر ويضعني في السرير في منتصف الليل.
في هرولتي في الشارع صباحًا، حيث تركتُ قهوتي تبرد في الكافيه، بجانبها هاتفي تنضح من سماعاته أغنية لترينت ريزنور، حيث نفدت منه الطرق للنفاذ من “هذا“، يسألني رجل على الرصيف يعبيء أرغفة العيش في أكياس، إن كنت أريد عيش؛ بطريقة كأن ما يعرضه، فيه إجابة للهفة الواضحة في مشيتي وعينيَّ، مع أني دومًا لاعبة هادئة في الحياة.
أقول: لا أريد عيش.
وأقول لنفسي: ليس بهذه الطريقة.. لطالما سألتُ نفسي إن كنت أريد عيشًا
أم حياة.
ثم أقول لنفسي أيضًا ليس عليك فلسفة هذا. فقط ابحثي عن محل للسجائر، إنها أيضا مفتوحة 24 ساعة.