كثيرًا ما يحدث، أن أسأل نفسي، لماذا أعيش؟ ولماذا نعيش جميعًا؟! سؤال ساذج ومخزٍ. لماذا يموت صديق وأبقى أنا؟!
سدد سيفك
ليكن قدرك أن تفي بالعهد
وليكن قلبك حاضرًا
متأهبًا
ولو يضربك الآن شعور
بالتناوب بين الخدر
والألم المبرح.
هكذا سمع في محادثة يجريها مع شبح من بداية الطريق، توقف واقترب من الرجل الذي هناك، يجلس جوار مكتب متواضع، وأمامه تصطف الكتب والصحف. في المنتصف كومة كبيرة لأعداد اليوم من كل الصحف المحلية والعالمية، وعلى الجانبين رفوف من الكتب اللامعة، لنظافتها، ونباهة عقول
مؤلفيها، ثم في الداخل لم يكن المكان يتسع لأكثر من شخص واحد أو اثنين على الأكثر إلى جوار المكتب، وجوار الشيشة التي تقبع في تواضع، في انتظارها الطوعي منذ الأزل أن تشتعل مُطلقةً أنفاسها المشعشة للهواء الطلق، فتطرد تثاؤب من يُقبل ثغرها.
نظرتُ إليه مبتسمًا، ومتحفزًا، وقد انتبهت لتساؤل داخلي، كيف يكون هو بائع الصحف وله ما له من شهرة عالمية؟
ألن يكون في هذه البلاد عدل أبدًا؟ حينها نهض يستقبلني بلطف، وبابتسامة ودود
قال: اتفضل!
قلتُ: مساء الخير يا أستاذ، إزي حضرتك؟ مبسوط إني شوفتك!
كنت أتكلم والفرحة ترتسم على وجهي وابتسامة بلهاء تتسع حتى أذنيّ. صافحني بحرارة بالغة خارجًا إليَّ من مجاورة المكتب إلى تصفح الكتب على الرصيف المجاور، يسأل ماذا تريد من صحف اليوم؟ اخترت عدد اليوم من صحيفة قومية تصدرها الحكومة للتعريف بمواد دستورية جديدة وتناقش فيها القوانين والتشريعات التي تقيد من سلطات رئيس الجمهورية، وتنظم عمل المؤسسات بما يضمن تحقيق العدالة ونفاذ القانون ومُضيه كسيف كاسر على رقاب الجميع.