كانت سوزان سونتاج ترى أن الكتابة تحت سطوة الغضب أو الخوف أو الرعب أفضل كثيرًا من الكتابة تحت سطوة الإعجاب أو الحب لكن ماذا عن المرض!
الكتابة لعبة جميلة، لكن الكتابة عن المرض ليست كذلك تمامًا؛ وبالنسبة لكاتبة مثل سوزان سونتاج التي “لا تجد نفسها إن لم تكتب” كانت الكتابة عن المرض أمرًا يخص النظر في وجه المرض باللغة. سوزان سونتاج (ولدت في نيويورك 1933) كاتبة وناقدة وروائية أمريكية، كتبت للمسرح وأخرجت مسرحيات وكتبت للسينما وأخرجت أفلامًا وشاركت في بعض أفلام وودي ألن، ورحلت في نيويورك (29 ديسمبر 2004)، تاركة كتبًا وأفكارًا لاقت صدى على نطاق واسع. من بين كتبها؛ حول الفوتوغراف (1977)، المرض كاستعارة (1978)، الكتابة نفسها: عن رولان بارت
(1982)، في أميركا (2000).
ولها عدد من الروايات منها؛ ملاذ أخير (1967) ورحلة الى هانوي (1969) ، بالإضافة إلي يومياتها التي صدرت في 3 أجزاء. في الثالثة والأربعين من عمرها أصيبت سونتاج بسرطان الدم، وهو المرض الذي أنهى حياتها، بعد أن ظلت تقاومه لأكثر من 25 سنة. على مدار حياتها وقفت سونتاج ضد الحرب في كل مكان، بداية من الحرب الأمريكية في فيتنام، مرورًا بحروب إسرائيل المتكررة، وصولاً إلى حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي. وقد كانت ترى أن الكتابة تحت سطوة الغضب أو الخوف أو الرعب أفضل كثيرًا من
الكتابة تحت سطوة الإعجاب أو الحب، فهل كان كتابها “المرض استعارةً” أو ”المرض مجازًا” مكتوبًا تحت سطوة الخوف؟ ينظر الكتاب، وكاتبته، في وجه المرض، لذلك فهو حافل بالمجاز، الذي هو أمر لازم لوصف الشعور بالألم.
وعلى الرغم من موضوع الكتاب سنجد جملاً من عينة أننا “حين الولادة، نتحصل على جنسية مزدوجة؛ تنسبنا إما الى عالم الأصحاء وإما الى عالم المرضى“. أو أن “السُّل يجعل من صاحبه شفَّافًا“، وإشارات إلى مدى شاعرية الميتات التي يحملها مرض ولا يحملها آخر، وذكر للنضال والصراع، بما فيه من تشخيص لهذا الألم الذي يجيء فيقضي