ربما تلقي هذه الأوراق عن التصوف ضوءًا جديدًا على أعمال محفوظ التي تمتلىء بالمتصوفة والمجاذيب، كما تمتلىء بالفلاسفة الفاشلين!
مفاجآت نجيب محفوظ لا تنتهي، وعطاياه أيضًا. كانت الكتابة حلمه الدائم.. حلمه أن يواصل الكتابة من العالم الآخر.. وكما قال ذات مرة:
«لو كنت أعلم علم اليقين بأنني سأمارس الكتابة فى العالم الآخر، وأنجز ما لم أستطع إنجازه من أعمال، على الأقل سأرتاح نفسيًّا». ربما لهذا تعدنا رحلة البحث عنه دائمًا بمفاجآت غير متوقعة. كان محفوظ يحمل معه أجندات صغيرة، يضعها في جيبه، يكتب ملاحظاته، وأفكاره، ومشروعات لأعمال قادمة، ومخططات لمقالات، وعبارات قد تبدو ملغزة، وصفًا لأماكن وشخصيات، وكثيرًا ما كان يستخدمها
فيما بعد في رواياته أو فى سيناريوهات أفلامه.. كتب ما سماه منهج حياته فى الحياة والحب والكون والخالق والتصوف، كما كتب على مدى أكثر من أربعين عامًا يومياته. وفي واحدة من هذه الكراسات ترك نجيب محفوظ أوراقًا سجل فيها رؤيته للتصوف، مفهومه، ودرجاته..
ترك هذه الأوراق بشخبطات القلم الرصاص لابنته. ربما تلقي هذه الأوراق ضوءًا جديدًا على أعمال محفوظ التي تمتلىء بالمتصوفة والمجاذيب، كما تمتلئ بالفلاسفة الفاشلين. رحلة طويلة خاضها محفوظ عبر أقنعته الروائية من كمال عبد الجواد إلى عبد ربه التائه…
نتعرف عليها عبر قراءة هذه الأوراق..
التصوف في مذهبي:
لا عزلة ولا رهبنة
لكنها الحياة
الحياة الحياة
أن تخوض غمار الحياة
حاملا الله في قلبك،
وجاعلاً منه دليلاً لكل فكر
أو إحساس أو عمل
أن تراعى الله في حياتك كفرد، حياتك كفرد في مجتمع، حياتك كإنسان. فهو الذي يدفعك إلى طلب العلم. وهو الذي يدفعك إلى عمل الخير.. وهو الذي يدفعك إلى تذوق الجمال وإنتاجه. **عند أى موقف سل نفسك..