نجحت تحية كاريوكا بعد هروبها من البيت.. غزت السينما وتحولت إلى موديل للراقصة، وظل هذا الموديل يتطور باعتبارها النسخة السرية التي نخبئها ولا نعترف بها!
لا تنظر تحية كاريوكا لأحد من جمهورها وهي ترقص؛ كانت نصيحة من بديعة حين لاحظت ارتباكها من مزحة “زبون” سمج.
بديعة علمتها “لا تنشغلي بغير رقصك..”. جاءت هذه النصيحة من أستاذة فنون الاستعراض التي كان أنفها الكبير يغطي على جمالها القديم؛ المزيج المدهش التركيب من المحظيَّة وفنانة العروض الغربية. بديعة هي الأم الثانية لتحية بعد الهروب. وهي كذلك أم نفسها؛ في ولادة اجتماعية في منطقة بين المغامرة والحذر. وهي صفات عمومية ولد فيها “المقاتل من أجل وجوده” في فترة ما بين الحربين.
تحية كاريوكا وبديعة مصابني
كانت الحرب الأولى تسمى “العظمى” باعتبارها فريدة في ضخامتها؛ لكن عندما قامت الثانية كانت التسمية أقل انبهارًا بضخامة التدمير؛ فمال الكتَّاب وقتها إلى إطلاق تسمية “العالمية”. أما فترة بين الحربين فقد شهدت مسارات جديدة على مستوى الفن والفلسفة والثقافة والسياسة والأفكار، وفي اختيارات شخصية بعيدًا عن “الكتل بتركيبتها القديمة”: العائلة… والمجتمع بتركيبته العشائرية أو القبلية أو المنتمية إلى مناطق مغلقة… والمجتمع القديم لفنون الموسيٍقي والرقص.
لقد نقلت السينما التعامل مع الفنون إلى منطقة أخرى.