تحت مظلة المحبة يستكشف عمرو عزت علاقته بأبيه، وبعد محاولات للاختباء والاختلاف يخلُص إلى أن الأبوة هي الضامن الأساسي لكي يكون الكائن الجديد إنسانًا!
1997
كنت أعلم أن أبي يدخل إلى غرفتي أحيانًا في غيابي ويفتش في أوراقي وكتبي، لذا كنت أخبيء أوراقي المقلقة في الأرفف العالية التي تتضمن كتبه وكتالوجاته القديمة التي نادرًا ما يعود إليها، خبأت هناك الأبحاث الفقهية أو العقدية التي يطلبها مني شيخي السلفي، أوراق الإعداد لمجلات الإخوان المسلمين، أي مطبوعات قد يبدو لأبي أنها “خطيرة”. كان قلقًا جدًا وكنت وقتها أكثر قلقا منه، أعد نفسي للاعتقال والاستجواب والتعذيب.
بكيت أكثر من مرة ليلاً لظني أنني ربما قد أكون أضعف من احتمال ذلك، كنت قد قرأت شيئًا عن تعذيب الإسلاميين في
مقال في جريدة ما، كان مقالاً عن شاب تم اعتقاله بالصدفة في صلاة الفجر في مسجد كانت تنشط فيه “الجماعة الإسلامية” في إمبابة. بكيت ثم تمالكت نفسي وتوضأت ونزلت لصلاة الفجر. التقيت صديقًا كنت ألعب معه لعبة مسلية، نستكشف كل أسبوع مسجدًا مختلفًا من المساجد الكثيرة الموجودة بالمنطقة، وذهبنا إلى مسجد مختلف، كان رواده بسطاء رأوا لحانا الخفيفة وسألونا إن كان أحدنا يجيد قراءة القرآن فقدمني صديقي – اعترافًا بكفاءتي في التجويد وأيضًا بقدر من المزاح المرتبط بلعبتنا في اسكتشاف المساجد – فكنت إمامهم وأعجبوا بقراءتي للقرآن وإتقاني لأحكام التجويد
فأصروا على أن نجلس قليلاً نقرأ القرآن ونصحح لهم. جلسنا قليلاً وتفقدت مكتبة المسجد فوجدت فيها كتبا للإخوان المسلمين فسألت أحدهم عن المسئول عن المكتبة فأخبرني أنه معتقل وأنهم لم يفتحوا المكتبة منذ اعتقاله وينتظرون عودته. خرجت مع صديقي اشترينا فطورًا وذهبنا لنفطر عند النيل ونشاهد شروق الشمس وتحدثنا عن نتائج الاستكشاف وعن نفوذ الإخوان المسلمين الهزيل في إمبابة مقارنة بنفوذ السلفيين وبقايا الجماعة الإسلامية.
في طريق عودتي وجدت جارا يجري ناحيتي ويخبرني أن أبي “قلب الدنيا” بحثًا عني منذ صلاة الفجر. عدت فوجدته ثائرًا، لم تكن مثل ثورته