أعجبتنا محاولة إعادة النظر في الصور التي يصنعها كتاب التاريخ لشخصيات لم نعاصرها؛ محمد محمود باشا الذي كان محبوسًا في صورة «ديكتاتور»!
في هذا المقال أعجبتنا محاولة إعادة النظر في الصور التي يصنعها كتاب التاريخ لشخصيات لم نعاصرها؛ محمد محمود باشا كان محبوسًا في صورة “ديكتاتور”، بينما تغيب تفاصيله الأخرى.. تلك التفاصيل التي لا تجعله بطلاً؛ كما هي صورة شخصيات معاصرة له مثل سعد زغلول أو مصطفى النحاس، لكنها تجعلنا نقرأ التاريخ بجوانبه المعقدة، المركبة، لا مجرد فيلم ساذج مكتوب في حجرة علوية عن صراع بين الشر والخير، أو أبطال لا تشوبهم شائبة، وأعداء ينقصهم إكسسوارات قليلة ليصبحوا شياطين.. هذه المحاولة تستدعي النقاش والنبش
في تاريخ صنعه الهوى؛ هوى صناعة الأبطال.. ونحن نعلم أنه لا ينتظر الأبطال سوى البائسون .
لا يوجد تاريخ مدون بعيدًا عن رؤية موجهة، فاختيار ما يستحق التدوين تقرره الأهواء والمصالح وفقًا ذلك تصبح الوقائع مادة للآراء، التي تظل جميعها مشروعة ما دامت تحترم حقيقة الواقعة. وتحت هذه المظلة سأروي حكاية مغايرة عن واحد من أبرز رجال ثورة 19، الرواية الرسمية أدانته باعتباره ديكتاتورًا، في الوقت الذي تسامحت فيه مع أخطاء وجرائر أبطالها، لتموهها وتتجاوزها ولا تتوقف إلا عند نموذج مثل محمد محمود باشا، بطل حكايتنا، لتدينه.