معارك شرسة دارت بين إنچي أفلاطون، منيرة ثابت ودرية شفيق.. ثلاث رائدات نسويات، لماذا اختلفن والهدف واحد؟
كان التمرد هو السمة الأساسية التي وسمت حياة إنچي أفلاطون (1924- 1989)، وأصبح لصيقا بها. تمردت على العائلة الأرستقراطية، والتعليم الجامد في مدارس الطبقة العليا، وعلى مراسم الفنانين الأجانب التي التحقت بها لتعلم الرسم، بل ربما ترجع رحلة تمردها إلى ما قبل مولدها كما تقول ساخرة. تحكى إنچي في مذكراتها، عن سنوات الطفولة: «أصر أبي على إدخالنا أنا وأختي مدرسة القلب المقدس.. لماذا؟ لأنه كما أعلن يخاف أن ننشأ مثل أمنا ونسير على دربها في الاستقلال والعناد، وأن نتعود الترف والدلال مثل باقي بنات الذوات(....) كرهت تلك المدرسة بكل شعوري ووجداني؛ شعرت أنها
أقرب إلى السجن... كرهت القيود على حريتي.. والعيون التي ترصد حركاتي وسكناتي وتدين كل ما أفعله.. لم أكن قد تجاوزت الثانية عشر ربيعًا، وكنت على وشك أن يصدر قرار بفصلي نهائيًّا من المدرسة ـ فأخرجتني أمي منها بعد أن اختلت بها رئيسة الراهبات «الأم بارتلو» وأسرَّت في أذنها مشيرة إليَّ بحذر: إني أحذرك؛ ابنتك هذه قد تصبح عنصرًا خطرًا في المجتمع… وانتقلت من كابوس الراهبات إلى مدرسة الليسيه الفرنسية!».
ظل وصف إنچي بأنها عنصر خطر في المجتمع ملاصقًا لها حتى عندما أصبحت شابة وشاركت في أول مؤتمر عالمي للطلبة عام 1946 في براغ.
وهو المؤتمر الذي اشترك فيه مندوبون من 40 دولة، من بينها عدد كبير من الدول الواقعة تحت نير الاستعمار وتناضل للتحرر والاستقلال. وفي هذا المؤتمر اختير يوم 21 فبراير من كل عام ليصبح يومًا عالميًّا للطلبة.
أول الكتب بمقدمة طه حسين
أسهمت إنچي في تأسيس الجمعية النسائية الوطنية المؤقتة عام 1947. وأصبحت عضوًا في الاتحاد النسائي الدولي، وشاركت في المؤتمر النسائي بباريس عام 1947. وعند عودتها أنجزت كتابها الأول «80 مليون امرأة معنا» الذي هدف أساسًا إلى تعريف الناس بنضال المرأة في مقاومة