عمرانيًّا أحدثت شبكة ترامواي القاهرة تغييرًا كبيرًا في هيكل المدينة، وكثفت العمران، فتواصلت الأحياء القديمة بالحديثة وأُعيد تشكيل القاهرة كمدينة!
ليس مصادفة أن يجسد هذا الميدان الشهير تاريخ القاهرة كمدينة حديثة، حيث اجتمعت عوامل شتى جعلت من العتبة الخضراء بالنسبة لسكان القاهرة القديمة المحطة الانتقالية ونقطة العبور نحو وسط البلد أو باريس الشرق كما أراد لها الخديو أن تكون. وفي المخيلة الشعبية، يحمل المسمى ذاته دلالات متعددة لدى المصريين.
من المنظور الرسمي، العتبة هي مركز مصر ومنها تُقاس المسافات وتُصنف المدن ابتعادًا واقترابًا. جغرافيًا، ميدان العتبة هو مركز القاهرة ونقطة ثقله لأكثر من قرن بالتزامن مع حركة التحديث الكبرى الممتدة بين القرنين التاسع عشر والعشرين..
ترام القاهرة
قبل أن تنمو المدينة وتعبر النهر في اتجاه الغرب أو تمتد ناحية الشرق. تاريخيًا هذا الميدان هو نقطة التقاء التاريخ بالحداثة أو القاهرة القديمة بالحديثة. كل هذه المعطيات جعلت هذا المكان مسرحًا لأحداث فارقة في التاريخ المصري المعاصر.
ومع نهايات القرن التاسع عشر، تهيأت كافة الظروف التي جعلت من هذا الفراغ الحضري أهم عقدة مرورية في القاهرة، ليس فقط باعتباره نقطة التقاء مجموعة من الشوارع المهمة المستحدثة مثل محمد على (القلعة حاليًا) وعبد العزيز وكلوت بك أو القديمة مثل الموسكي والعتبة الخضراء (يوسف نجيب حاليًا)..