الماء في الماء

إلى هاني درويش

الماء في الماء

  • أسبوعي
  • نص
  • كتابة

الكرة مخادعة، في لحظة واحدة تنقلب عليك، لهذا يسمونها الساحرة المستديرة. ساحرة لأن السحر يكمن في كل حركة فيها، ومستديرة لأنها تستدير عليك!

“أنا قلبي كورة… والفراودة أكم”! صلاح جاهين
لم يعد يمكنني مشاهدة مباراة في كرة القدم لفريق برشلونة دون أن يخطر في بالي هاني درويش وهو يقفز عاليًا بوجه محمر من الحماسة والكحول، ويطوّح بكأس البيرة في الهواء فيسقط عليَّ وعلى صديقنا باسل رمسيس وعلى بعض الحاضرين في أحد بارات مدريد حيث مباراة لفريق برشلونة.
تشجيع هاني الجنوني لفت انتباه الجميع وخصوصًا من يرتدون قميص برشلونة ويشجعون فريقهم بجنون أيضًا، لكنه لا يصل إلى جنون هذا الشاب الأسمر الذي يتحدث بلسان

 غريب، ولكن كما يقول نشيد البرسا.. “لا يهمّ من أين أتينا.. من الشمال أم من الجنوب”.
لم أر أحدًا يشجع فريق برشلونة، وهو فريقنا المفضل، مثلما كان يفعل هاني. ليست الحماسة وحدها، لكن الفهم الدقيق لكرة القدم وطرائقها والتعامل معها كفن مطلق له ما لغيره من الفنون.
في عام 2010 كتب هاني في ملحق “نوافذ” مقالة بالغة العذوبة عن ميسي، أنهاها بهذه العبارة “ميسي لا ينظر إلى الخصم، ميسي ينظر إلى أجزاء من جسد الخصم، لقدمه، لخصره، ولأنه يعلم استثنائية تلك المترادفات لديه يوجه

ميسي لا ينظر إلى الخصم، ينظر إلى أجزاء من جسد الخصم.. يوجه الطعن في صمت، يمر كما الماء في الماء!

 الطعن في صمت، يمر كما الماء في الماء، وهنا تكفي الاستعارة”.
لم يعش هاني ليرى ميسي وهو يتدهور قليلاً. لم يعد يلعب باستمتاع وبقوة كما كان يفعل طوال الأعوام السابقة. هو نفسه قال إن الكرة لم تعد أول اهتماماته، وإن ابنه أصبح يشكل محور هذا الاهتمام الأولي.
توجد ثقة لدى البعض في أن البرغوث سينتفض من جديد وسيعود ليصبح الأعظم في العالم وربما في تاريخ كرة القدم كلها. الجميع ينتظر كأس العالم، فإذا حصلت عليها الأرجنتين بقيادة ميسي فلن يقف في طريقه لا بيليه ولا مارادونا كي يطوّب الأفضل في التاريخ. 

اقرأ أيضاً

القاهرة: من حافة إلى حافة

القاهرة: من حافة إلى حافة

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

زيارة الغزالة

زيارة الغزالة

الهدية الأخيرة

الهدية الأخيرة