أحلام قهرية ينوء بحملها

ليس شخصًا بل ثلاثة!

أحلام قهرية ينوء بحملها

  • أسبوعي
  • نص
  • كتابة

ماذا يحدث لشخص يشعر أنه ثلاثة أشخاص في مساحة الارتباك الغائمة بين الواقع والحلم والضلالات.. والحنين إلى الأمل؟

هكذا يصف مخرج الأفلام الفذ في حوار له حول ما يشعر به تجاه أعماله، أحلامه، ما تم منها، وما قيد الخيال الحر.
وهو كذلك يصلح عنونة جيدة لما هو قادم من حديث، عفوي تمامًا، طفولي ربما، وخائف، مرتبك في معظم الأحيان. ليس ضمن مساحة التخييل التي شملت ما همس به في رسائله إلى البحر، لكن بالأحرى المقابلة لها، ضمن خيالات النوم وأحلام اليقظة، الهلوسات بين الصحو والغرق. في اليوم الأول كان بحال جيدة، بعض الأعراض فحسب. اليوم الثاني لم يستطع أن يُكمل عمله، عاد إلى البيت، أخذ كل ما يمكن أن

أخذه من أدوية يمكنها تهدئة الأعراض بعض الوقت، وبالطبع لم ينس دواء السعال الجميل، وهو جميل لأنه يذهب بك بعيدًا بعيدًا، وتهيأ لاستقبال ساعات من الخدر اللذيذ، ونام.
كنتُ طفلاً يُربي الأحلام
مع القطط متشبثًا بالأمل في الغدِ
ويد أمي
استيقظ بعد أقل من نصف الساعة والليل لم ينتصف، على حمى كاملة نزلت به، حرارة عالية بشكل لم يختبره قبلاً، ثقيلة، موجعة لأبعد حد، ألم عجيب يُلم بكل شيء، رأسه ستنفجر حالاً وكل جسده يصارع الموت الفجائي. لم يستطع التحرك ولم يستطع النداء

كنتُ طفلاً يُربي الأحلام مع القطط متشبثًا بالأمل في الغدِ ويد أمي..

على أي من إخوته الذين يبعدون عنه فقط بضع سنوات أقل وباب خشبي واحد، هكذا بقي على حالته حتى الصباح. يتصبب عرقًا، يرتعش، ويُحصي عدد الأنفاس التي تخرج دون حشرجة تنسل من الصدر شرائح، تمزقه قطعة قطعة، برئة أشبه ببركان سُدت فوهته، لا أنفاس تستطيع التحرك صعودًا أو هبوطًا، وحجر ثقيل يقبع على صدره دون قدرة على زحزحته قليلاً، بدا كل شيء رماديًا وفاقدًا لكل ميزة، عدا أمر واحد، أن يمد يده لزجاجة المياه بجانبه فيطفئ هذا البركان الخامد، وتلك النيران التي تشتعل فتأكل كل شيء في صمت تام.

اقرأ أيضاً

القاهرة: من حافة إلى حافة

القاهرة: من حافة إلى حافة

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

زيارة الغزالة

زيارة الغزالة

الهدية الأخيرة

الهدية الأخيرة