يصنع فيلمًا بشقه فاضية وصديق وفي

قصة قصيرة!

يصنع فيلمًا بشقه فاضية وصديق وفي

  • أسبوعي
  • نص
  • كتابة

كنت أعرف حينها أني لا أستطيع أن أثق في أي شخص، ولا أعرف كيف وصلت إلى هنا، ولكني أفقت وأنا لا أحمل بداخلي أي ثقة لأي شخص مهما بلغت درجة حبي له!

انكسر ضرسي اليوم في أثناء الإفطار، أخذته بإصبعي ووضعته أمامي على المفرش، لم يلاحظه أحد منهما، ظللت أنظر إلى القطعة البيضاء المدماة الرابضة أمامي بجانب طبق الأرز، وظننت أنها أيضًا تنظر إلَي، تحاول أن تحرك بداخلي شيئا ساكنا منذ زمن طويل، تنبهني أني أتداعى يومًا بعد يوم دون أن ألحظ ذلك، وأن الكلمات تظل بداخلي معلقة، تتخذ مسارًا أبديًّا داخل عقلي تدور فيه وراء بعضها البعض، صفوف طويلة من الكلمات غير المنطوقة، كلمات تشكلت بداخلي وعرفتها وحفظتها دون أن تشعر بملمس لساني وهو ينطقها.

علقت على الشاي وذهبت إلى مكتبي، يجب أن أتخذ قرارًا سريعًا، يجب أن أبدأ في العمل، لا ينبغي أن يستمر الوضع أكثر من ذلك، أمسكت بورقة وقلم وكتبت في منتصف الصفحة: “فيلم قصير”.
وأسفلها: “تأليف: عمر”.
وضعت الورقة أمامي وظللت أنظر إليها في زهو، كنت مختالاً بالفكرة، بالنتيجة، إنه الوهم مرة أخرى يضحك علي ويغمي عينَي بسحره؛ وهم أن تنجز وأنت لم تنه إلا بضعة مشاهد لا يربط بينها شيء.

ذهبت لأصب الشاي، سمعت ضجة تأتي من خلف شباك المطبخ المطل على

ظننت أنها أيضًا تنظر إليَّ، تحاول أن تحرك بداخلي شيئًا ساكنًا منذ زمن طويل..

المنور، كانت أصوات عراك الفئران  الحادة والصاخبة، فتحت لهم الشباك كي يدخلوا من البرد، وأخذت كوب الشاي وخرجت، رجعت للمكتب مرة أخرى، عندما جلست على الكرسي شعرت بطعم الدم في فمي مكان الضرس المكسور، لعقته بلساني وبلعت ريقي، وشربت بضعة رشفات سريعة من الشاي.
 فكرت في الماضي الذي صار بعيدًا، وفي المحاولات السابقة التي أنجزتها على مدار أربعة سنوات تقريبًا، تجارب سطحية ومشاهد سخيفة وحوارات لا توصل إلى شيء.
أمسكت الورقة مرة أخرى، شطبت على 

اقرأ أيضاً

القاهرة: من حافة إلى حافة

القاهرة: من حافة إلى حافة

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

زيارة الغزالة

زيارة الغزالة

الهدية الأخيرة

الهدية الأخيرة