شذاذ الآفاق والسوقة والرعاع أوصاف أطلقها إمام المسجد على رواد الغرزة، وصار يتناقلها الناس عند العراك معهم أو التلاسن أو التلقيح!
في إحدى قرى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، في العقد الثاني من النصف الثاني من القرن العشرين، كان هناك إمام لمسجد القرية، وفي ليلة خميس تليها جمعة تصادف يوم عاشوراء كان الإمام يعبر الطريق متجهًا نحو بيته مارًا بغرزة يجلس عليها شذاذ الآفاق من السوقة والرعاع، يدخنون الحشيش الذي قيل والعهدة على الرواة إنه كان من أجود الأصناف، حتي إنه جعل عبده الزيني ذات ليلة بعد أنفاس طويلة وكثيرة أن يذهب تحت بيت حمدي الطحان ويخلع جلبابه ولباسه مناديًا بصوت عالٍ أيقظ الشارع كله، على صبيحة زوجة حمدي أن تخرج له
كي يمارسا الحب معًا كما كانا يفعلان قبل أن تتزوج حمدي، الذي نظر من الشباك وتطلَّع إلى ما بين فخذي عبده واغتم . شذاذ الآفاق والسوقة والرعاع أوصاف أطلقها إمام المسجد على رواد الغرزة، وصار يتناقلها الناس عند العراك معهم أو التلاسن أو التلقيح، مما جعلهم يحملون ضغينة تجاه الإمام، وخصوصًا عبده الذي كان يجل الإمام والذي كان يمر الآن فنهض عبده الزيني واستوقفه، وحكى له أنهم يسعون للتوبة ويريدون من يأخذ بأيديهم نحو طريق الهداية بالوعظ والإرشاد، مما أثلج صدر الإمام وأسعده.
في بيت عبده الزيني جلس الإمام في
في وسط شذاذ الآفاق والسوقة والرعاع الباحثين عن التوبة الراغبين أن يأخذ الإمام بأيديهم نحو الهداية ودارت أكواب الشاي والقهوة وحجر حشيش وراء حجر، وسِنة أفيون وراء سِنة، والإمام منخرط معهم بل إنه أبلى بلاء حسنًا حين دخل في تحدٍ مع عريان القط أيهما يكتم الدخان في جوفه أطول من الآخر.
واستمرت الجلسة حتى الضحى، وكان على الإمام أن يذهب للاستعداد لصلاة الجمعة، فنهض وهم معه، وفي الطريق إلى المسجد، كان يسبقهم وهم خلفه في صف مطأطئي الرؤوس، مما جعل الحاج خالد الذي كان في طريقه للمسجد يهمس لمن معه أن الإمام