الإجهاض في مصر

أسئلة صادمة

الإجهاض في مصر

  • أسبوعي
  • نص
  • كتابة

الإجهاض ممارسة يومية تتعرض لها النساء باختلاف الأسباب، فلماذا هي بهذه الصعوبة والتعقيد والمعوقات؟ وكيف صارت خطرًا مضاعفًا على حياة النساء؟

أجهَضَت أمي حملها بضغط من أبي، لكنها لم تحتمل الشعور بالذنب طویلًا؛ فحمَلت وأخفت حملها حتى استحال إسقاطه؛ وكأنها قررت أن تمحو ما اعتقدت أنه خطأ في حق ﷲ؛ ركزت – كما كانت تقول- حتى حملت وجاءت بأجمل أخوتي. وأجهَضَت زوجتي في بدایة حیاتنا معًا ثم عاشت عمرها تحاول محو ما ظنّته خطأ، حتى ماتت وهي تحاول. خلال عملي كطبیب نفسي قابلت عشرات النساء اللاتي حملن وأجهضن وعِشن بعذابات “قتل نفس بغیر حق”، والخوف من انتقام ﷲ والشعور بالذنب والعار لما فعلنه.
وقد حاولت كثيرًا أن أتقمّص مشاعر الذنب التي عاشتها أمي وزوجتي

وكل الفتیات اللاتي عملت معهن كي أتعلم كیف أساعدهن، وكثيرًا ما قام عقلي الطبي بربط آلامهن وشعورهن بالذنب بالأصل التحلیلي الرابط بين الاكتئاب والشعور بالذنب بالفقد الناتج عن الإجهاض، وهو فقد لم یحدث نتیجة لمعایشة طفل ولد وعاش ثم فُقِد بعد وقت، بل فقد ناتج عن اقتطاع جزء حي من الجسد، یبقى أثره في المخ لسنوات عدیدة، وذلك بالإضافة إلى القهر الاجتماعي والدیني الذي یجرِّم ذلك الفعل ویساویه بقتل إنسان، فماذا لو كان هذا الإنسان طفلك؟ هكذا كان عقلي السیكودینامي (التحلیلي) البیولوجي یفكر ویحلل ویحاول تفسير الشعور بالذنب المتزامن مع الإجهاض.

قالت إنها ذهبت للعیادة لأجل عملیة إجهاض، لأنها مرتبطة بمشاریع بحثیة ثم انتقلت لمواضیع أخرى!

انقشاع الوهم في عالمٍ موازٍ
كنت في ألمانیا في الصیف الماضي، وبعد مقابلة عمل مع إحدى الزمیلات، عرضت عليَّ بصفتي طبیبًا أن أذهب معها في لزيارة طبیب النساء لعلي أستطیع المقارنة بين الخدمات الطبیة في بلدي ومثیلتها في ألمانیا، فشعرت بالإحراج الذي یشعر به أي رجل یذهب مع امرأة لیس على علاقة بها إلى طبیب نساء.
في طریقنا إلى العودة، ودون أن أسألها، قالت إنها ذهبت للعیادة من أجل عملیة إجهاض، لأنها مرتبطة بمشاریع بحثیة هذا العام، كما أن الطفل جاء دون تخطیط، ثم انتقلت إلى مواضیع أخرى. 

اقرأ أيضاً

القاهرة: من حافة إلى حافة

القاهرة: من حافة إلى حافة

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

زيارة الغزالة

زيارة الغزالة

الهدية الأخيرة

الهدية الأخيرة