الجمالية في الكارانتينا المفتوحة

الهدوء المخيف

الجمالية في الكارانتينا المفتوحة

  • أسبوعي
  • نص
  • صور

في العادة هذه مناطق مكتظة حتى في الصيف الساخن.. لا تدري إلى أين يذهبون ويجيئون.. لكن الآن كل شخص يسير وحده!

زمان، كان الحرايرية، بائعو الحرير، في سكة بين القصرين، على عكس بقية البائعين؛ ولأن زبونهم نادر وعزيز، يجلسون على كراسٍ أمام دكاكينهم، وفي أياديهم منشَّات الذباب المصنوعة من الشعر؛ لا شيء يفعلونه إلا الانتظار.. الآن أيضًا، في زمن الكرانتينا، من يقرر أن يتجول في الأحياء القديمة، الجمالية.. الحسين.. الأزهر.. الغورية.. الصناديقية.. مقابر قايتباي.. الخرنفش.. مرجوش “حارة أمير الجيوش”.. درب عجور.. كل هذه الشوارع التي كانت صاخبة لقرون، مزدحمة بالخواجات وأبناء البلد، لن يجد إلا الصمت.. والانتظار.. لا بيع ولا شراء.. كساد مخيف..

حتى الهدوء مخيف هذه المرة. في العادة هذه مناطق مكتظة حتى في الصيف الساخن.. لا تدري إلى أين يذهبون ويجيئون..
لكن الآن كل شخص يسير وحده.. المدينة تتغير ببطء.. ولو لفترة مؤقتة.. لا ندري متى تنتهي.. لا صوت لسنابك خيل.. لكنك ربما تلقى توكتوك عابرًا..
أو ميكروباص رمسيس الصاج اللعين..
أو أتوبيسات الهيئة العامة للنقل التي تلتزم بالحظر وفقًا للتعليمات الرسمية.. فتتوقف عن المسير في الثامنة تمامًا. عمرو عادل تجول في حارات وشوارع من الجمالية في ساعات الحظر؛ والتقط هذه اللحظات من الكارنتينا المفتوحة..

الآن كل شخص يسير وحده.. المدينة تتغير ببطء.. ولو لفترة مؤقتة..

1
أخرج من الحجر باحثًا عن أشخاص لا يملكون رفاهية البقاء في البيوت..
لم أحدد مكانًا لأقصده..
ولم أفكر كثيرًا، أوقفت تاكسيًّا فوقف.. قُلت: الحسين..
في الطريق، حدَّثني السائق عن حي البساتين.. وعن أحواله المقلوبة بسبب الكورونا.. فحكى عن صبي نَصْبة الشاي الذي يخفي صينية الطلبات بكرتونة.. ويذهب إلى الطالبين تحت العمائر.. وعن الممنوعات التي تباع وسط الشارع أمام الجميع.. الحال غير الحال.
الجميع يبحثون عن أي مظهر للراحة وسط هذا الكم من الارتباك العام..

اقرأ أيضاً

القاهرة: من حافة إلى حافة

القاهرة: من حافة إلى حافة

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

حسن حنفي لم يترجم أفلاطون

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

رسالة إلى «سين» في فم المحرقة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

محاولة خلق مارلين مونرو مضادة

زيارة الغزالة

زيارة الغزالة

الهدية الأخيرة

الهدية الأخيرة